المشاركات

عرض المشاركات من 2023

مراجعة فيلم مندوب الليل

صورة
"دومًا ما كنت أرى مدينة الرياض مظلومة في الأعمال الفنية، فهي لا تقل جمالًا عن مثيلاتها في البلاد العربية، تتوسع من بيوت تراثية إلى أحياء جنوبية ثم تتمدد شمالاً بتصاميم عصرية لتزدهر الآن وما حولها فتكتب حاضرًا يشق طريقه نحو مستقبل لا يقل أبدًا عن ماضيها العريق.. حتى جاء علي الكلثمي ورفع عنها ذلك الظلم الفني فكشف الحجاب عنها لأرى جمالها بعدسة الكاميرا تمامًا مثلما أراه أنا بأم عيني، وأخص بالذكر جمالها في الشتاء وهو الفصل الذي اختار الكلثمي أن تدور أحداث قصته فيه فتتعانق الأجواء الباردة بواقع (فهد) الملتهب والذي كلما ظن أن جمره قد انطفأ إذا بالحياة تنفث فيه نارًا من حيث لا يحتسب" حبذت لو اكتفى علي بكلمة مندوب فقط من دون الليل لتصبح هي عنوان الفيلم، فالمندوب كما عرفه الكلثمي هو المسئول عن توصيل شئ ما أو من مات وندبه أهله بعد موته أو تعيس الحظ الذي يندب حظه أو الشخص الذي أصابه حادث فترك فيه جرحًا يظل مرافقه فيما تبقى من حياته، ولا يوجد مكان على وجه الأرض أو زمان على مدى الدهر يخلو من ذلك المندوب تعيس الحظ، جريح القلب الذي يموت شيئًا فشيئًا حتى إذا مات كله قال عنه الناس "مات&q

مراجعة التحفة التلفزيونية Succession

صورة
  إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ بين الجيل والآخر أو العقد وتابعه يحضر أمام أعيننا عملاً تلفزيونياً يعيد صياغة التلفاز من جديد وينقل الشاشة الصغيرة إلى مستوى أعلى ونحو تحديات أكبر من تلك التي سبقتها فمثلاً وكما قرأت بأن مسلسل The Twilight Zone هو الذي بدأ تلكم الطفرة في المسلسلات بأفكاره المبتكرة والخارجة عن المألوف، أيضاً كان مسلسل Twin Peaks هو صاحب طفرة كبيرة عام ١٩٩٠ قادها لينش بجنونه وكوابيسه فجعلت الشبكات تطمح في صناعة عمل يصل إلى نفس مستواه، ثم أتى مسلسل The Sopranos ليعلن أن تلفاز الألفية يختلف كلياً عن تلفاز ما قبل الألفية وهو ما أكدته شبكة HBO المنتجة للعمل بعدما قدمت لنا مسلسل The Wire والذي كان جزءاً مفصلياً من هذا التغيير إلى أن وصلنا إلى عصر Breaking Bad وزمن فينس جيليجان الذي استطاع فعلياً أن يجعل ما قبله من أعمال مجرد ماضي وما بعده من أعمال تبقى عالقة في الزمن الذي صنعت فيه حيث كان العمل الذي حول دفة التلفاز بالكامل تجاه رؤية مختلفة لم يسبق أن صنع فناناً ما عملاً فنياً يضاهي جماله أو نصفه أو ثلثه.. لكن التحدي الذي وُضع فيه