مراجعة القسم الأول من مسلسل Stranger Things 4


 "يا لها من حبكة مميزة وربط رائع بأحداث المواسم السابقة..

إنني منبهر مـ..

 لحظة.. 

ما هذا؟!..

أليس هذا هو البروفيسور سنايب؟

وذاك هو الرجل الذي لا يجب ذكر إسمه؟

من الذي فتح المالتي فيرس بين هذا المسلسل وهاري بوتر؟؟ "

______________________________________________

بعد انتظار دام ثلاث سنوات صدر أخيراً الموسم الرابع من أحد أكثر المسلسلات شعبية على الإطلاق Stranger Things..

موسم كان منتظراً من الجميع ومختلفاً عن المواسم السابقة، حيث يختلف تسويقياً بعد طرحه على قسمين، الأول يحتوي على سبع حلقات وهو الذي يعرض الآن على منصة نتفليكس، والثاني حلقتين أخيرتين سيتم عرضهما على المنصة في شهر يوليو القادم.. 

كما يختلف كذلك من حيث المدة الزمنية للحلقات التي تراوحت بين الساعة إلى ساعة وثلث عدا الحلقة السابعة التي وصلت إلى ساعة وأربعون دقيقة وهو أمر غير معتاد من مسلسل اعتاد مشاهدوه على قصر مدة الحلقات لتكون أقل من خمسين دقيقة نظراً لتسارع الأحداث الدائم طوال المواسم السابقة.. 

لكن هذا الموسم كان مختلفاً أيضاً في هذه النقطة وهي نقطة جوهرية فاصلة في أحداثه، فرغم أن بناء المسلسل في موسمه الأول لم يستغرق زمناً كثيراً على الشاشة لكن بناء هذا الموسم استغرق حلقتين تخطت مدتهما ساعتين كاملتين وكأننا نشاهد المسلسل بإخراج مختلف عن إخراج الأخوين دوفر..

هناك ميزة تخدم Stranger Things يفتقدها كثير من المسلسلات التلفزيونية والسلاسل السينمائية، وهي الأسرار المختبئة تحت سطح المشاهد الظاهرة أمامنا على الشاشة.. أسرار متعلقة بالشخصيات، بالأماكن وكذلك بماضي مدينة هوكنز التي تدور فيها مغامرات أبطالنا الأطفال الذين لم يعودوا كذلك هذه المرة..

الأخوين دوفر يتفننا في كل موسم من الموسمين السابقين في كشف تلك الأسرار بطريقة ذكية وبسيطة وغير معقدة، أسرار ترتبط بحبكة الموسم ومن ثم يخرج منها طرف خيط يمتد إلى الموسم الذي يليه وهو استغلال رائع الشعبية الكبرى التي يحظى بها هذا العمل حول العالم، لأن الجميع شاهدوا المواسم السابقة ومن لم يذكرها يشاهد ملخص لها أو يعيد مشاهدتها مرة أخرى قبل عرض الموسم الجديد لكي يتسنى له الاستمتاع بمخيلة صناع هذا العمل الكبير.. 

الدوفرز كعادتهما فقد أبدعا في تجسيد حقبة الثمانينات الجميلة بكل تفاصيلها اللطيفة، الملابس، قصات الشعر، الديكورات المنزلية، الأسلحة المستخدمة، الألعاب المشهورة، الأساطير والقصص الشعبية، الأغاني والموسيقى، وسائل الإتصال والتواصل، العلاقات السياسية والأحداث التاريخية، نسبة النجاح تصل إلى ١٠٠٪ في صنع تلك التفاصيل الصغيرة التي تشعرك كمشاهد أنك بالفعل تحيا في ذلك الزمان..

نلاحظ بأن بناء هذا الموسم قد اختلف تماماً كونه أكثر نضجاً، أقل ضوضائية، وأثقل من حيث الأحداث التي تنقسم إلى ثلاثة خطوط قصصية الأول محوري رغم تكراره، والثاني هو الأكثر تناغماً مع أجواء العمل، أما الثالث فهو الخط القصصي الواعد لكنه الأكثر تمطيطاً.. 

الخط القصصي الأول هو الخاص بشخصية "جاين" أو "إليفين" وهي محور المسلسل التي تبدأ الأحداث معها وتنتهي، ذلك الخط كان مليئاً بتكرار ما حدث معها في المواسم السابقة وبشكل ملئ بالاستسهال وبعيد كل البعد عن الابتكارية، ربما أن عواقب ذلك التكرار قد صنع أحداثاً كانت علامات فارقة في الموسم، لكن التنمر الجماعي اللامنطقي عليها في كل موسم هو كليشيه باهت ومحفوظ واعذروني إن قلت عنه بأنه سخيف..

الخط القصصي الثاني هو خط شخصية "ماكس" وهو الخط الأقوى من بين خطوط القصة الرئيسية الثلاثة، ترقب وحماس وإثارة وتشويق وكأنني أشاهد Stranger Things بداخل Stranger Things نفسه، قرارات مدروسة وصدمات ورعب نفسي يدور حول ماكس وأصدقائها، في سلسلة من المغامرات والمخاطرات التي تُوِجت بنهاية حلقة من أروع ما شاهدت..

أما الخط الثالث والأخير فهو الخاص بشخصية "هوبر" المسجون في سجن سوفييتي شديد الحراسة في منطقة ثلجية شديدة البرودة، هو الخط الأكثر قسوة بين سابقيه والأكثر تمطيطاً وحشواً بمشاهد وحوارات كان من الممكن اختصارها بشكل أفضل بكثير مما كان..

رغم أن القسم بدأ وانتهى دون أن تتلاحم خطوطه وبالتالي نصل إلى حبكة نهائية للموسم لكن كشف الحبكة الخاصة بخط "إليفين" تم بطريقة مبهرة تغوص في ماضي الشخصية بذكاء وتعيد إليها قوتها المسلوبة منها مرة أخرى وكأنها تنتزعها من ماضيها انتزاعاً لتعود بطلة خارقة كما كانت.. 

تحذير : قد تحتوي الفقرة التالية على حرق للأحداث 🔥👇


هناك تشابه كبير بين هذا الموسم وبين سلسلة الأفلام الشهيرة هاري بوتر ويكمن التشابه في كثير من الأمور الواضحة لمن شاهد الإثنين..

الأول هو التحول المظلم في أحداث المسلسل بشكل تدريجي من مسلسل أطفال وردي مسلي إلى مسلسل سوداوي مظلم وكئيب.. 

الثاني هو رجوع شخصية الأب الذي ظننا أنه قد مات في الموسم الأول ليكون رجوعه هو التبرئة له من الشر الذي التحق به في مخيلة إليفين ومخيلتنا نحن كمشاهدين فيما يشبه شخصية البروفيسور سنايب من سلسلة هاري بوتر.. 

الثالث هو إرجاع السبب لكل الشرور التي تواجهها مدينة هوكنز إلى شخص واحد فقط كان مثله مثل إليفين يحمل قوى خارقة لكنه أساء استخدامها ويرغب في العودة والانتقام من جميع من آذوه تماماً كشخصية فولدمورت..

الرابع مشهد المعركة بين إليفين وبين ذلك الشاب والذي يشبه إلى حد كبير مشهد القتال بين هاري بوتر وفولدمورت في الجزء الأخير من السلسلة.. 

لكن بالتأكيد تتفوق سلسلة هاري بوتر في نقطة المؤثرات البصرية كون مشهد النهاية في الموسم كان عبارة عن كارثة بصرية وليس مؤثرات، بل عبارة عن هراء جرافيكس لا يتناسب أبدا مع عمل بمثل هذه الضخامة الإنتاجية..

في انتظار القسم الثاني من الموسم والذي أتوقع بأن يكون أكثر اشتعالاً وأكثر ارتباطاً بين الخطوط القصصية، كما لا أعتقد بأنه سينتهي بنهاية الحلقة التاسعة بل سيرتبط بالموسم الخامس والأخير في "كليف هانجر" يحبس الأنفاس.. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة فيلم مندوب الليل

مراجعة التحفة التلفزيونية Succession

مراجعة فيلم كيرة والجن